ـ تواصلية : القدرة على توظيف علوم اللغة في مقاربة النصوص الشعرية والنثرية .
توظيف المعارف والضوابط اللغوية في مختلف السياقات التواصلية.
ـ منهجية :التمكن من التقنيات المساعدة على تمييز أشكال الكتابة ووظائفها، وخصوصية الأنواع الأدبية .
استثمار المعارف اللغوية والبلاغية في وضعيتي التلقي والإنتاج .
ـ ثقافية : التمكن من رصيد في النحو والصرف ،يوظفه المتعلم في قراءة النصوص القديمة وتحليلها وتمثل مقومات inclure une image الشاعرية فيها .
خطوات الدرس :
1.تعريف المفعول به :كل اسم منصوب يدل على من وقع عليه فعل الفاعل دون تغييرمعه في صورة الفعل .
نحو : كتب الطالب الدرس ، وجنى المزارع الفاكهة . ومنه قوله تعالى : { لا نشتري به ثمنا }106 المائدة
وقوله تعالى : { قد بلغت من لدنا عذرا }. 76 الكهف
2.حكمه : واجب النصب .
3.العامل فيه :الأصل أن يعمل الفعل في المفعول به النصب ، غير أن هناك من يعمل عمل الفعل وهو :
1 ـ اسم الفاعل . نحو : جاء الشاكر نعمتك ، وأقبل جندي حامل سلاحه . ومنه قوله تعالى : { ولا آمين البيت الحرام }2 المائدة . وقوله تعالى : { وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد }18 الكهف . ومنه قول الشاعر : أمنجز أنت وعدا قد وثقت به أم اقتفيتم جميعا وعد عرقوب .فالكلمات " نعمتك ، وسلاحه ، والبيت ، وذراعيه ، ووعدا " جميعها مفاعيل بها العامل فيها أسماء الفاعلين ، وهي على الترتيب : الشاكر ، حامل ، آمين ، باسط ، منجز .
2 ـ اسم المفعول المشتق من الفعل المتعدي لمفعولين . نحو : محمد مكسو أخوه ثوبا ، وأحمد مُخْبَرٌ أبوه الامتحان قريبا . فكلمة " ثوبا ، والامتحان " كل منهما مفعول به منصوب باسم المفعول : مكسو ، ومخبر . لأن اسمي المفعول السابقين كل منهما مشتق من فعل متعد لمفعولين ، فالمفعول الأول وقع نائبا للفاعل لكون اسم المفعول يعمل عمل الفعل المبني للمجهول ، والثاني بقي مفعولا به .
3 ـ المصدر . نحو قولهم : حبك الشيء يعمي ويصم . يسعدني إكرامك الضيف .ومنه قوله تعالى : { أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما } 14 ، 15 البلد .فالكلمات " الشيء ، والضيف ، ويتيما " جاءت مفاعيل بها منصوبة للمصادر : حب ، وإكرام ، وإطعام ، وجميعها عملت عمل أفعالها المتعدية .
4 ـ صيغ المبالغة . نحو : أنت حمالٌ الضر ، والكريم منحارٌ إبله لضيوفه .
وقول القلاح بن حزن : أخا الحرب لباسا إليها جلالها وليس بولاج الخوالف أعقلا فالكلمات " الضر ، وإبله ، وجلالها " جاء كل منها مفعولا به لصيغة المبالغة : حمال في المثال الأول ، ومنحار في المثال الثاني ، ولباس في بيت الشعر . لأن صيغ المبالغة إذا اشتقت من أفعال متعدية عملت عمل أفعالها المتعدية ، فترفع فاعلا ، وتنصب مفعولا به .
5 ـ صيغ التعجب . نحو : ما أجمل القمر ، وما أكرم محمدا . ومنه قوله تعالى : { فما أصبرهم على النار }175 البقرة وقوله تعالى : { قتل الإنسان ما أكفره }17 عبس .
ومنه قول الشاعر : فما أكثر الإخوان حين تعدهم ولكنهم في النائبات قليل
فالكلمات " القمر ، ومحمدا ، والضمير في أصبرهم ، والضمير في أكفره ، والإخوان" وقعت مفاعيل بها لأفعال التعجب التي سبقتها وهي : أجمل ، وأكرم ، وأصبر ، وأكفر ، وأكثر .
6 ـ اسم الفعل . نحو : دونك الكتاب. وقوله تعالى : { قل هلم شهداءكم الذين يشهدون }150 الأنعام. فـ " الكتاب ، وأنفسكم ، وشهداءكم " مفاعيل بها لأسماء الأفعال : دونك ، وعليكم ، وهلمَّ ، لأنها تعمل عمل الفعل .
4.أنواع المفعول به :
1 ـ الأصل في المفعول به أن يكون اسما ظاهرا . نحو : كتب الطالب الواجب . ومنه قوله تعالى : { لا نشتري به ثمنا 106 المائدة . وقوله تعالى : { الذي أحلنا دار المقامة }4 . وقوله تعالى : { الذي جعل لكم الأرض فراشا }22 البقرة. وقوله تعالى : { إذ ابتلى إبراهيم ربه }124 البقرة . فالكلمات " الواجب ، وثمنا ، ودار ، والأرض ، وفراشا ، وإبراهيم " جميعها مفاعيل بها جاءت أسماء ظاهرة .
2 ـ يأتي المفعول به ضميرا متصلا ، أو منفصلا .
·مثال المتصل : صافحتك ، أنت أكرمتني ، أنا كافأته . ومنه قوله تعالى : { هو الذي يصوركم في الأرحام }6 آل عمران . وقوله تعالى : { ولو شاء الله لجمعهم على الهدى }35 الأنعام . وقوله تعالى : { عسى ربي أن يهديني }22 القصص.
فالضمائر المتصلة وهي : الكاف في صافحتك ، والياء في أكرمتني ، والهاء في كافأته ، والكاف في يصوركم ، والهاء في جمعهم ، والياء في يهديني ، وقعت جميعها في محل نصب مفاعيل بها للأفعال المتصلة بها .
فالضمائر المنفصلة " إياك ، وإياك ، وإيانا ، وإياي " وقعت جميعها في محل نصب مفاعيل بها للأفعال التي تلتها وهي : نعبد ، ونستعين ، ويعبدون ، وفارهبون .
3 ـ المصدر المؤول بالصريح . وهو كل فعل مضارع مسبوق بأن المصدرية ، أو كل جملة مكونة من " إن " المشبهة بالفعل ومعموليها .
üمثال المصدر المسبوك من أن والفعل : نقدر أن تعمل واجبك أولا بأول . ومنه قوله تعالى : { أ فأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا }97 الأعراف . وقوله تعالى : { وأجمعوا أن يجعلوه في غيابات الجب }15 يوسف . وقوله تعالى : { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة }67 البقرة.
فالمصدر المؤول : أن تعمل ، وتقديره : عمل ، وأن يأتيهم وتقديره : إيتاء أو آتيان ، وأن يجعلوه ، وتقديره : جعل ، وأن تذبحوا ، وتقديره : ذبح ، وقعت كلها في محل نصب مفاعيل بها .
üومثال المصدر المؤول من أن ومعموليها : أثبت المعلم أن التجربة خاطئة . والتقدير : أثبت خطأ التجربة . ونحو : عرفت أن الأسد لا يأكل الجيف . والتقدير : عدم أكل الأسد الجيف .ومنه قوله تعالى : { زعمتم أنهم فيكم شركاء }1 . وقوله تعالى : { ليعلموا أن وعد الله حق }2 . والتقدير في الآية الأولى : زعمتموهم شركاء ، فالضمير مفعول أول ، وشركاء مفعول ثان ، لأن زعم يتعدى لمفعولين . وفي الآية الثانية : ليعلموا وعد الله حقا ، فالمفعول الأول : وعد ، والمفعول الثاني : حقا ، لأن علم متعد لمفعولين .
5.حذف المفعول به :
1.يجوز حذف المفعول به إذا دل عليه دليل . نحو قوله تعالى : { أين شركائي الذين كنتم تزعمون }62 القصص .والتقدير : يزعمونهم شركاء . وقوله تعالى : { وما يتبع الذين يدعون من دون الله شركاء }66 يونس . فـ " شركاء " مفعول يتبع ، وأما مفعول يدعون فهو محذوف لفهم المعنى ، وتقديره : آلهة ، وقد جوزوا أن تكون " ما " استفهامية مفعول يتبع ، وشركاء مفعول يدعون ، ولا حذف في الآية . وقوله تعالى : { فإن يخرجوا منها فإنا داخلون }3 . والتقدير : داخلوها . يحذف المفعول به طلبا للاختصار .
2.يحذف اقتصارا .كقوله تعالى : { ويقولون على الله الكذب وهم يعلمون }75 آل عمران.
والتقدير : وهم من ذوي العلم ، وقد يكون الحذف للاختصار ، والتقدير : يعلمون كذبهم . ومنه قوله تعالى : { وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله }118 البقرة . فقد حذف مفعول يعلمون اقتصارا ، لأن المقصود إنما هو نفي نسبة العلم إليهم ، لا نفيعلمهم بشيء مخصوص ، فكأنه قيل : وقال الذين ليس لهم سجية في العلم لفرط غباوتهم {البحر المحيط ج1 ص366 ، ودراسات لأسلوب القرآن الكريم القسم الثالث ج2 ص214 ،للشيخ عبد الخالق عظيمة } ويراد بالاختصار الحذف لدليل ، وبالاقتصار الحذف لغير دليل .
3.ويحذف بعد نفي العِلْم .كقوله تعالى : { ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون }13 البقرة .
والتقدير : لا يعلمون أنهم السفهاء . فالمصدر المؤول من أن ومعموليها في محل نصب مفعول به محذوف . ومنه قوله تعالى : { ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون }85 الواقعة.
4.ويحذف إذا كان المفعول به عائدا على الموصول . نحو قوله تعالى : { أ هذا الذي بعث الله رسولا }41 الفرقان. والتقدير : بعثه .
أولا ـ جواز التقديم :الأصل في المفعول به أن يكون مؤخرا ، وأن يتقدم عليه فعله وفاعله ، كما بينا ذلك في باب الفاعل ، غير أنه يجوز تقديم المفعول به على فعله ، وفاعله إذا أمن اللبس . نحو : كسر زجاجا التلميذ ، وكتب الواجب الطالب . ونحو : درسا كتب الطالب ، وزجاجا كسر التلميذ . ففي المثالين اللذين تقدم فيهما المفعول به على فاعله لا خلاف في تجويزه ، لأمن اللبس . ومثله قولهم : خرق الثوب المسمار . إذ لا يعقل أن يكون الثوب هو الفاعل لأن المسمار هو الذي يخرق ، وكذا لا يعقل أن يكسر الزجاج التلميذ ، ولا يكتب الدرس الطالب ، لأن كل من الزجاج والدرس هما المفعول بهما أصلا . أما في تقديم المفعول به على الفعل والفاعل معا ، قد يوهم أن يكون مبتدأ ، غير أنه في المثالين السابقين ، وما شابهّما لا يصح أن يكونا مبتدأين لأن كل منهما نكرة ولا مسوغ للابتداء بها إلا إذا أفادت . أما إذا كان المفعول به المقدم على فعله وفاعله معرفة . نحو : الدرس كتب الطالب ، والزجاج كسر المهمل . يصح في كل منهما أن يكون في موضع المبتدأ ، إذ لا مانع للبس في هذه الحالة بين المفعول به ، وبين المبتدأ ، فكل منهما يجوز فيه أن يكون مفعولا به ، ويجوز فيه أن يكون مبتدأ ، والجملة الفعلية في محل رفع خبره ، فتدبر .
ثانيا ـ وجوب التقديم :
1ـ يجب تقديم المفعول به على الفاعل إذا كان الفاعل محصورا بـ " ما أو إنما " . نحو : ما أكل الطعام إلا محمد . ونحو : إنما كتب الدرس المجتهد . ومنه قوله تعالى : { وما يعلم جنود ربك إلا هو }31 المدثر .
2 ـ إذا كان المفعول به ضميرا متصلا بالفعل ، والفاعل اسما ظاهرا . نحو : كافأك المدير ، وأكرمني صديقي ، وشكره عليّ . ومنه قوله تعالى : ( لا يحطمنكم سليمان وجنوده }18 النمل . وقوله تعالى : ( يوم يغشاهم العذاب }55 العنكبوت . ومنه قول أبي فراس الحمداني : سيذكرني قومي إذا جد جدهُمُ وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
3 ـ إذا اتصل بالفاعل ضمير يعود على المفعول به . نحو : أخذ الكتاب صاحبه . ومنه قولهم : إعط القوس باريها . ومنه قوله تعالى : { وإذ ابتلى إبراهيمَ ربُهُ }124 البقرة . فـ " الكتاب ، والقوس ، وإبراهيم " مفاعيل بها تقدمت على فاعليها لاتصال فاعل كل منها بضمير يعود عليها ، فلو قدمنا الفاعل وأخرنا المفعول به لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة ، وهو غير جائز لأن الأصل أن يتقدم الاسم ويتأخر الضمير العائد عليه .
ثالثا ـ وجوب تقديم المفعول به على الفعل والفاعل معا :
1 ـ يجب تقديم المفعول به على فعله ، وفاعله إذا كان ضمير منفصلا . نحو قوله تعالى : { إياك نعبد }5 الفاتحة ، وقوله تعالى : { وإياى فارهبون }40 البقرة . وقوله تعالى : { إيانا تعبدون }28 يونس .
2 ـ إذا كان المفعول به من الأسماء التي لها الصدارة في الكلام . كأسماء الشرط . نحو : أياً تصاحب أصاحب . ومنه قوله تعالى : { ما ننسخ من آية أو ننسها نأت بخير منها }106 البقرة .وقوله تعالى : { من تدخل النار فقد أخزيته }192 آل عمران.
أو أضيف إلى أسماء الشرط . نحو : كتابَ أي عالم تقرا تستفد . وأسماء الاستفهام . نحو : من قابلت ؟ ومنه قوله تعالى : { إذ قال لبنيه ما تعبدون من بعدي }133 البقرة . أو أضيف إلى أسماء الاستفهام . نحو : كتاب من استعرت ؟
3 ـ إذا كان المفعول به كم ، أو كأين الخبريتين ، وما أضيف إليهما . نحو : كم من دروس قرأت ولم تستفد . ونصيحة كم صديق سمعت ولم تتعظ . ومنه قوله تعالى : { ألم يروا كم أهلكنا من قبلهم من قرون }6 الأنعام . وقوله تعالى : { وكم أرسلنا من نبي في الأولين }6 الزخرف . فـ " كم " في الآيتين وقعت كل منهما في موضع نصب مفعول به ، الأولى للفعل أهلكنا ، والثانية للفعل أرسلنا . ومثال كأين : كأين من صديق عرفت . والتقدير عرفت كأين من صديق .
تطبيقات:
1 ـ قال تعالى : { لا نشتري به ثمنا } . لا نشتري : لا نافية لا عمل لها ، نشتري فعل مضارع مرفوع بالضمة المقدرة منع من ظهورها الثقل ، والفاعل ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره : نحن .والجملة لا محل لها من الإعراب جواب القسم . به : جار ومجرور متعلقان بـ " نشتري " . ثمنا : مفعول به منصوب بالفتحة .
2- قال تعالى : { ولا آمين البيت الحرام } . ولا : الواو حرف عطف ، ولا ناهيه جازمة معطوفة على ما قبلها . آمين : مفعول به لفعل محذوف ـ هذا عند البعض ـ وهو صفة لموصوف محذوف ـ عند البعض الآخر ـ وأظنه أوجه وأحسن . إذ التقدير : ولا تحلوا قوما آمين أو قاصدين {1} ، لآن آمين بمعنى قاصدين ، والمعنى : لا تحلوا قتالهم ماداموا قاصدين البيت الحرام . وسواء أكان " آمين " مفعولا به ، أم صفة لمفعول به محذوف ، فهو على الوجهين منصوب وعلامة نصبه الياء لأنه جمع مذكر سالم ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره : هم يعود على الذين آمنوا ، لأن اسم الفاعل يعمل عمل فعله . البيت : مفعول به لاسم الفاعل " آمين " . الحرام : صفة البيت منصوبة بالفتحة الظاهرة .
3 ـ قال تعالى : { أو إطعام في يوم ذي مسغبة يتيما } . أو إطعام : أو حرف عطف مبني على السكون لا محل له من الإعراب ، وإطعام معطوف على " فك رقبة " مرفوع مثله ، لأن " فك " خبر لمبتدأ محذوف {2} ، والتقدير : هو فك ، وإطعام مصدر منون يعمل عمل فعله ، ولا ضمير فيه ، لأنالمصادر لا تتحمل الضمائر كالمشتقات الوصفية الأخرى . في يوم : جار ومجرور متعلقان بـ " إطعام " . ذي مسغبة : ذي صفة ليوم مجرورة مثله ، وعلامة الجر الياء ، لأنه من الأسماء الستة ، وذي مضاف ومسغبة مضاف إليه مجرور بالكسرة . يتيما : مفعول به للمصدر " إطعام " منصوب بالفتحة الظاهرة .